أعلان الهيدر

الرئيسية يوم تكويني لفائدة رؤساء المؤسسات التعليمية بأكادير‎

يوم تكويني لفائدة رؤساء المؤسسات التعليمية بأكادير‎


في غياب أية مقاربة استراتيجية الهادفة إلى تنمية القدرات التدبيرية لرؤساء المؤسسات التعليمية بالإقليم ،وابتغاء تكسير الجمود المقيت الذي دام لأزيد من سنة، ورغبة منه في إحياء العلاقات التواصلية التي تلاشت، في غياب أي اجتماع من طرف المسؤولين على القطاع على المستوى الإقليمي منذ بداية الدخول المدرسي الحالي ،أ
قدم الفرع الإقليمي للجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب على مبادرة قيمة بتنظيمه ليوم تكويني لفائدة منخرطيه، الذين غصت بهم،يوم الأحد الماضي، جنبات القاعة الكبرى بمقر التضامن الجامعي بأكادير.
ويروم المنظمون لهذا اللقاء الثاني من نوعه في ظرف أسبوع، لملمة شمل رؤساء المؤسسات التعليمية بالإقليم وحلحلة العديد من الإشكاليات والعراقيل التدبيرية التي وقف عليها أعضاء المجلس الإداري للجمعية  من خلال تواصلهم  مع زملائهم، في خضم التنزيل التراكمي للعديد من المهام والبرامج والمسؤوليات وفي ظل التناسل غير المحدود للبرانم  ذات الصلة بالمعلوميات وبالعتاد الديداكتيكي الحديث.
وبالمناسبة، سلط الأستاذ محمد بنعلا،الرئيس السابق لمصلحة الميزانية والتجهيزات والممتلكات، بأكاديمية جهة سوس ماسة درعة والمفتش التربوي حاليا بنيابة أكادير إداوتنان، الضوء من خلال عرضه الوجيه والمتنوع على مجموعة من المواضيع والملفات ذات الراهنية والأهمية في مجال التدبيرين الإداري والمالي .
وهكذا،فقد استهل بنعلا عرضه المتمحور حول الأدوار الإستراتيجية لإدارة التربوية، بإلقاء نظرة على أهم المرجعيات الأساسية التي اعتمدها في إعداد وتحضير مداخلته، معتبرا، في معرض حديثه، هذه المرجعيات، بمثابة القفزة النوعية للمنظومة التربوية بالبلاد وركيزة أساسية يتم اعتمادها كآليات مرجعية تتم العودة  إليها أثناء الضرورة، ويحتكم إليها في حالة الاختلاف، في الوقت الذي كان فيه القطاع قبل عقدين من الزمان يعيش على الاجتهادات الفردية وعلى العشوائية التأطيرية.
واعتبر المتحدث، الظهير الشريف لسنة 1958 والميثاق الوطني للتربية والتكوين وبعض المراسيم المتعلقة باختصاصات وتنظيم وزارة التربية الوطنية ووثيقتي الإطار لمنتديات إصلاح التعليم لسنتي 2005 و2007 والبرنامج الاستعجالي وتقرير المجلس الأعلى للتعليم، خاصة الوثيقة المتعلقة بإشكالية الحكامة بالإضافة إلى بعض المذكرات التنظيمية، أهم هذه الأسناذ  والمرجعيات في قطاع التربية والتكوين بالبلاد.
وبعد تقديمه لتعريف شمولي للإدارة باعتبارها عملية تخطيط وتنظيم وصنع قرار وقيادة ورقابة أنشطة أعضاء المؤسسة، واستخدام لكل الموارد التنظيمية – البشرية والمالية والمعلوماتية – بغرض تحقيق أهداف المؤسسة بكفاءة وفاعلية،انتقل إلى الإدارة في جانبها القيادي والعلائقي وتصريف الخبرة في لملمة الشمل وتوحيد الرؤى وتطابقها. وبعد تذكيره الحاضرين بأنواع المدارس التدبيرية من كلاسيكية وإنسانية وسلوكية وحديثة، خلص إلى كون التدبير هو محك التخطيط التنبؤي،وأداة إجرائية تنفيذية وعملية وتطبيقية بامتياز.ولا يمكن تحقيق الجودة الكمية والكيفية إلا بتمثل علم التدبير منهجا وسلوكا وفلسفة، يقوم على التخطيط، والتنظيم، والقيادة، والتحكم، والتنفيذ، والمراقبة، والتغذية الراجعة،يضيف بنعلا.
وعرج الإطار التربوي من خلال هذا العرض على الشكل القيادي للتدبير من خلال الأساليب المعتمدة في التدبير، كالتدبير بالأهداف أو بالمشاريع أو بالنتائج ومن خلال الأساليب الشخصانية للقيادة كالأسلوب الإخباري والأسلوب الإقناعي أو نظيريه الترويضي و التشاركي،قبل أن يختتم الشق الأول من العرض بالتذكير بالأشياء التي تخرج الشخص من دائرة القيادة.
أما الشق الثاني من المداخلة فقد خصصها بن علا لمشروع المؤسسة والاستراتيجية والتي تبنى تباعا بالجودة والانصاف والاحتفاظ والاستقطاب.
الجزء الأخير من عرض محمد بنعلا خصصه للتدبير المالي ومشروع المؤسسة باعتباره محورا أساسيا بتعقيدات متنوعة لاسيما وأن التكوين الأساس لمدراء المؤسسات التعليمية تشوبه نواقص كثيرة في هذا الباب ،وما زاد أمور هذا النوع من التدبير أكثر تشابكا، هو الإنزال غير منتظر لمنحة القرب ومطالبة المديرين بصرفها في إطار جمعية دعم مدرسة النجاح وفق ضوابط تسييرية دقيقة تستجيب لقواعد التدبير المالي المنصوص عليه في الميزانيات التسييرية للمرافق العامة للدولة.
ولهذا الغرض وابتغاء الإحاطة الشمولية ببعض القواعد الأساسية في هذا الباب بداية بتدبير الميزانية من منطق الوسائل إلى منطق النتائج، قبل أن يحدد مفهوم المحاسبة العمومية في مجموعة من التقنيات و القواعد المتبعة في تجميع و تبويب و تنزيل و مسك العمليات المحاسبية، و العمليات المالية، و إصدارها على شكل بيانات و معلومات، تنجزها أجهزة مختصة وفق مبادئ و قواعد ملزمة، وكل إخلال بها يجعل القوائم و البيانات المالية ملغاة،ليستشف مما سبق الفرق بين العمليات المالية والعمليات المحاسبية .
مسطرة صرف النفقات والعمليات المرافقة لها كانت أيضا حاضرة في عرض المحاضر حول التدبير المالي للمؤسسة،شأنها في ذالك شأن كيفية إعداد الميزانية ومواطن تدوينها وكذا أنواع النفقات وآليات الصرف وسجلات التوثيق والوضعيات المرافقة لكل العمليات التدبيرية.
وفي الختام وقبل أن يفسح المجال للمستفيدين للبوح بكل ما يخالجهم من تساؤلات وأفكار ونواقص ولإخراج ما في جعبهم من معيقات في هذا الباب، وصف محمد بنعلا، المدرسة كأصغر تشكيل في النظام التعليمي , ولكنها من أهم التشكيلات فيه، لأنها هي التي تقوم بتنفيذ السياسة التعليمية بكل أهدافها ومراميها، كما اعتبرها أيضا وسيلة لتنظيم العمليات التربوية على وجه ميسور ، فضلا عن كونها الأداة التي يتم بداخلها خلق التعاون وتبسيط الإجراءات ووضع الإمكانات المادية والبشرية في مكانها السليم وتخطيط العمليات اللازمة لوضع السياسات التعليمية موضع التطبيق وتقييم عوائد العمل التربوي للوقوف على مقدار اقترابه من تحقيق الأهداف المرسومة بصورة فعالة.
حسن اومريبط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تربوي تكويني. يتم التشغيل بواسطة Blogger.