أعلان الهيدر

الرئيسية الإدارة التربوية و المدمرات الثلاثة

الإدارة التربوية و المدمرات الثلاثة


http://tarbawiyat.net/news12437.html




الإدارة التربوية و المدمرات الثلاثة

  

عبد الكريم السباعي


ادا كانت وزارة التربية الوطنية سابقا تراهن على الاستاد داخل القسم من أجل الارتقاء بجودة التعلمات و النهوض بالمدرسة العمومية ,فانها اليوم تراهن على رجل الادارة التربوية بصفته قطب الرحى و صاحب الدور المركزي داخل المؤسسة التربوية و المدخل الرئيسي لاصلاحها.و ادا كان مدير المؤسسة التعليمية في العقود الماضية ناجح في عمله بدون الخضوع للتكوين الاساس أو المستمر تجده اليوم يعاني الامرين في التدبير اليومي للمؤسسة بسسبب الخضوع للضغوطات الداخلية و الخارجية ,و محاولة شراء السلم الاجتماعي داخل المؤسسة على حساب مصالح التلاميذ الابرياء,ناهيك عن الانزال اللامنتهي للمراسيم و المذكرات و المشاريع و الرافعات و التدابير...


لكن رغم الاوراش الاصلاحية الكبرى التي عرفتها وزارة التربية الوطنية بدءا بعشرية الميثاق الوطني للتربية و التكوين , مرورا بتقرير المجلس الاعلى للتعليم ,فالبرنامج الاستعجالي ,ثم الرؤية الاستراتيجية 2015_2030, مازالت دار لقمان على حالها و مازال مستوى التلميد ضعيفا و شخصيته مهزوزة بسبب غياب الامن النفسي و الثقة في الوطن التي كان من الاجدر ان يغرسعا فيه كل من الاستاد و الاداري و الاسرة. ان الحقيقة داخل الشان التربوي مرة لكن لا يجب اعدامها بل نريدها ان تبقى مضيئة وسط ركام التعتيم و ضبابية التزييف و الكذب.الى متى يستمر النفاق مع الوطن ؟متى نقول الحقيقة و نكتبها في المحاضر التي نرسلها للسلطات العليا بدون زركشتها بالاساليب و المسطلحات الرنانة لدغدغة مشاعر المسؤولين المباشرين حتى يرضوا عنا ؟متى نطبق القانون في وجه المتقاعسين و الغشاشين و الانتهازيين ؟متى ......عندما نستحضر المدمرات الثلاثة للادارة التربوية و هي كالتالي :


أولا :غياب الوازع الديني و البعد الأخلاقي في عملية التغيير.


بحيث لا يمكن لرجل الادارة أن يكون فاعلا ايجابيا داخل مؤسسته ,يدافع عن مصالح التلاميد و لا يرضخ للمساومات و الضغوطات بدون الاحتكام الى مرجعيات دينية تقوم سلوكه و تمنعه من استغلال تجهيزات المؤسسة لفائدته من حواسيب و اوراق و ماء و كهرباء و......في كل حركاته التدبيرية يستحضر الحق و الواجب, العدل و الظلم ,الخير و الشر, التمييز و المساواة ,الحلال و الحرام ,الدنيا و الاخرة.


ثانيا :غياب الضمير المهني .


ميزعالم النفس الالماني فرويد عندما رصد بنية الجهاز النفسي للانسان بين :الهو , الانا ,ثم الانا الاعلى . و اعتبر الانا الاعلى هي الضمير المراقب القاسي على افعال الانا و رغبات الهو.و الضمير المهني تترجمه ميكانيزمات دفاعية تجسدها سلوكات ايجابية تهدف الى تصحيح سلوك غير لائق أو الامتناع عن تصرف غير أخلاقي.ويتمثل غياب الضمير المهني داخل جسم الادارة التربوية اساسا في المساهمة في هدر زمن التعلم لدى التلاميد بغض الطرف عن الغيابات الغير المبررة للموظفين و عدم التبليغ عنها خوفا من نشوء تكتلات فئوية مدعمة من طرف بعض نقابات العاروبالتالي زعزعة استقرار المدير و ربما الزج به في اتجاه الاعفاء أو التوقيف و الرجوع الى القسم بحجة عدم القدرة على التدبير الناجع...فضلا عن ذلك يتجسد غياب الضمير المهني في تزوير المحاضر و التقاريرخاصة فيما يتعلق بالجانب المالي و المادي و المحاسباتي بتواطئ مع بعض المزودين من الكتبيين و الشركات ومحلات العقاقير…


ثالثا :غياب روح المواطنة.


ان مدير المؤسسة التعليمية هو ممثل الوزير داخل المدرسة أو الثانوية التي يشتغل بها. داخل مكاتب المؤسسة تعلق الصورة الرسمية لصاحب الجلالة نصره الله و أيده.وسط الساحة يتربع العلم الوطني اين تؤدى تحية العلم مرتين في الاسبوع.مدير المؤسسة طبقا للمرسوم 376_02_2 بتاريخ 17 يوليوز 2002.الباب الحادي عشر : هو الممثل القانوني للمؤسسة ازاء السلطات المحلية و الهيئات المنتخبة ,هو المسؤول عن ضمان حسن سير الدراسة و النظام بالمؤسسة و توفير شروط الصحة و السلامة للاشخاص و الممتلكات. اذن يجب أن تتوفر في المدير روح المواطنة العالية حتى يكون عبرة للموظفين و التلاميد.أول من يدخل الى المؤسسة واخر من يخرج منها.لكن غياب روح المواطنة لدى رجل الادارة يجعل التلاميد يتقاعسون عن أداء تحية العلم في وقتها بنظام و انتظام مرددين النشيد الوطني.و المؤسف -من بعض ما يدخل في خانة المسكوت عنه- هو تقاعس بعض الموظفين في الوقوف لتحية العلم أو حضورهم متأخرين يوم الاثنين صباحا.و هذه أخطر ملاحظة يمكن تسجيلها في ظل مس الوحدة الترابية بعد تصريحات الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الموالية لاعداء الاستقرار و الامن الداخلي.و ما أحوجنا في هذه الظروف الى التعبئة الشاملة و رص الصفوف بزرع بذور الأمن النفسي و حب الوطن لدى تلامذتنا.


ان النهوض بالتنمية الاجتماعية و الاقتصادية لبلدنا رهين باصلاح المنظومة التربوية.وهدا الاصلاح لن يحصل ابدا مهما تغيرت الرؤى و المخططات ما دامت الرغبة في الاصلاح غير موجودة.لقد اقتنعنا اليوم انه بامكاننا ان نغير و نساهم في تربية الاجيال و نشر ثقافة بانية بعيدا عن كل أشكال التبخيس و العدمية و الاستكانة الى الامر الواقع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تربوي تكويني. يتم التشغيل بواسطة Blogger.