أعلان الهيدر

الرئيسية الإيقاعات الزمنية المدرسية بفرنسا: تجربة وعبرة.

الإيقاعات الزمنية المدرسية بفرنسا: تجربة وعبرة.


el_kharrat_abdellah

تشهد الساحة التعليمية الفرنسية مؤخرا نقاشا حادا حول مراجعة الإيقاعات الزمنية المدرسية. وقد بدأ هذا النقاش منذ الخامس من يونيو الماضي عندما باشر فريق العمل للتشاور حول الإيقاعات الزمنية. وقد ذهب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عند عرضه للخطوط العامة لسياسة البلاد في مجال التربية والتكوين تحت شعار إعادة بناء المدرسة إلى أن الإيقاعات المدرسية ليست “مفتاحا لكل شيء” فحسب بل هي “دعامة للنجاح”.
وينص هذا الإصلاح على العودة إلى العمل بأسبوع دراسي يتكون من أربعة أيام ونصف عوض أربعة أيام كما كان الأمر عليه منذ 2008 (إصلاح كزافيي داركو). كما يدعو هذا المشروع أيضا إلى تقليص ساعات العمل إلى خمس ساعات، علما أنه سيتم الاحتفاظ  بالتلاميذ في المدرسة ساعة إضافية تُخصص للقيام بالواجبات المدرسية وبالأنشطة الموازية.
ويتطلب هذا الإصلاح من الحكومة تحويل مبلغ 250 مليون أورو للجماعات المحلية، والتي ستتكفل بالأنشطة الموازية ودعم التلاميذ الضعاف وذلك بعد إنهائهم لحصصهم الدراسية.
وقد جاء هذا الإصلاح بعد أن لوحظ أن التلاميذ الفرنسيين يقضون سنة دراسية قصيرة ولكنها أكثر ثقلا، وذلك على حساب التعلمات. وبهذا ستسمح إضافة نصف يوم في الأسبوع بأن ينتقل مجموع الأيام الدراسية من 144 يوما إلى 180 يوما.
- ردود الفعل اتجاه هذا الإصلاح:
* تفاوت موقف الآباء حول الإيقاعات الزمنية المدرسية بين فدرالية مجالس آباء التلاميذ(FCPE) المحسوبة على اليسار والتي رحبت بهذا الإصلاح ودعت إلى الإسراع بتنفيذه، وفدرالية آباء تلاميذ التعليم العمومي(PEEP) المحسوبة على اليمين والتي شككت في هذه المبادرة بدعوى تسرعها وعدم وضوحها.
* خلص رئيس جمعية رؤساء الجماعات أن التطبيق المعمم لهذا الإصلاح سيكون سابقا لأوانه، واستبعد تطبيقه بداية الموسم 2013 في حين اعتبر اعتماد الموسم الدراسي 2014 كمرجع للإصلاح إجراء أكثر واقعية. وذلك لأن الجماعات المحلية ستتكفل بمصاريف إضافية لتمويل الأنشطة بعد- الدراسية.
* في الثامن من يناير الجاري رفض المجلس الأعلى للتربية ((CSE ، ويعتبر هذا المجلس هيئة استشارية تضم نقابات الأساتذة وفدراليات آباء التلاميذ والجماعات المحلية. وقد انتقد المجلس هذا المشروع لأنه ناقص ومتسرع.
* استقالة مستشار وزير التربية الوطنية برونو جوياغ من منصبه منتقدا النقابات الأكثر قوة التي رفضت تطبيق القرار داخل المجلس الأعلى للتربية ومتهما إياها بالفئوية الضيقة.
* نفذ أساتذة التعليم الإبتدائي إضرابا الثلاثاء 22 يناير 2013 احتجاجا على قرار الحكومة المتشبت بتنفيذ مراجعة الإيقاعات الزمنية.
تلكم  أهم التداعيات التي أثارتها تجربة الإيقاعات الزمنية بفرنسا، وهي تجربة متواضعة مقارنة بمثيلاتها الأوربية، غير أنها تجربة رائدة من حيث إنها:
- تدبر المشكل في إطار تشاركي (المجلس الأعلى للتربية، جمعيات الآباء، نقابات، جماعات محلية..).
- تناولت الإيقاعات الزمنية في إطار شمولي في ارتباطها بالتعليم الأولي(من حيث عمر ولوجه) والتكرار ونوعية المراقبة المستمرة.
- شخصت شروط نجاح الإصلاح قبليا وليس بعديا (تقويم قبلي).
- تعاملت مع الإيقاعات نوعيا حيث احتفظت بنفس مجموع الساعات المعمول بها أسبوعيا (24ساعة) وخففت من عدد الساعات التي يقضيها التلميذ داخل الفصل الدراسي.
- تأخذ بعين الاعتبار الجانب البيولوجي والنفسي للتلميذ (أنشطة موازية خارج قاعات الدرس، فترة إطعام).
عبدالله الخراط : أستاذ باحث
ⵜⵍⴷⵉ ⵃⵔⴻⵙⵙ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تربوي تكويني. يتم التشغيل بواسطة Blogger.